الثلاثاء، 20 مايو 2008

دماء




كان دماء صديقاً.. وكان الحنين الى الطفولة يجمعنا..
سقط مصطفى أمهز شهيداً
وهو يسعف الجرحى في أحداث كنيسة ما مخايل(بيروت)
هات من وجدك
عمرك الحب
وجهك السماء
طيفك الوعد
يا حكاية شوق
نسجت من شرايين دماء
***
الشفق
لون حناء النوارس في عرس الربيع
والبحر
مدى يخضبه نجيع القلب
والليل
شجى نبضه آهات الروح
والساكن فضاء العيون
عيونه لا تغمض
ما دام يسكنها دماء
****
سل كل المساءات
إبدأ من "جلال"
ذاك الذي روى وجوهنا
من سواقي"الوقف"
كبر من قبة "يوسف"
وأمَّ صلاتنا في محراب "جبريل"
وحين غادر صبحنا
سكبنا كل حبنا في شرايين دماء
****
حين قمنا نرفع اسمك فوق الساريات
عاد طيفك
من ظلال الجبال
يداوي بالجرح ندوب قلوبنا
ولما سقينا ترابك ماء العيون
كنت أنت نبع الحنين
مجرى السواقي الحائرات
وحين جاء الموت أيام الخنادق
وعلا صليل البنادق
كنت انت النصر
موئل الطيور العابرات
ما كان عز من دون "دماء"
بيروت، آذار / مارس 2008


بلدي



أشتاق الى بستاننا الأخضر
..الى ساقية في الوادي
وشجرة الجوز
وكل (سوالف) الماضي
الى توتة شامية
ترسم وجوهنا بحبرها الوردي
وحكايات كما (العين) لا تنضب
***
سمعت نشيدك العذب
كرذاذ من الشلال
لمحت وجهك آتياً من القمر
رأيت طيفك يعدو بحور القمح
فقلت أهلاً
يا أهلي
يا بلدي
يا وطني
***
وطني مرصوف في قلبي مداميك من الصوان
قلبي مشغول من وطني ينابيع من التحنان
أجيء اليه أشكو
أرى أمي
كغيمات من عينيها تسقيني
أسأل عن سر هذا الحب في قلبي
يجاوبني دم من شراييني
دم أخي وعشرات من الشبان
قناديل مضرجة كما الشفق
على وجه الشمس كتبوا
سر هذا الحب
وصاياهم
بحور الغضب سكبوا
في الوجدان
***
أحن الى أيام
كما التذكار
قد صارت
على الجدران..
معلقة
صامتة
تأسرني
تقتلني
..وان نطقت
كان
الغيث راويها
تحييني
وتحملني
صوب مراتع الخلان
..أعشقك يا بلدي