السبت، 7 يونيو 2008

الحكومة العتيدة والنوايا الأميركية الشيطانية

أمير قانصوه
لا أحد يعلم لماذا الرئيس المكلف تشكيل الحكومة العتيدة فؤاد السنيورة غير مستعجل في تشكيل الحكومة.
فكل الاعتبارات الوطنية منذ اتفاق الدوحة حتى الآن تؤكد الحاجة الملحة لحكومة وحدة وطنية تبصر النور سريعاً ودون أي تلكؤ.
هذا في الحسابات الوطنية التي تبنى على ضرورة أن يأخذ اتفاق الدوحة طريقه الى التنفيذ في سبيل إخراج البلد من حالة الشلل التي أصابت كل نواحي الحياة في لبنان منذ تربع فريق الاستئثار على الحكم ضارباً عرض الحائط بالميثاق الوطني وصيغة العيش المشترك كمبدأ أساسي للحكم في لبنان.. مستنداً الى أكثرية وهمية ما كان ليحققها لولا النوايا الحسنة لخصومه بترسيخ الوحدة الوطنية بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وكان أحد تجلياتها يومذاك التحالف الرباعي.. ولولا الدعم الخارجي غير المحدود.
بعد أن نجح فريقا المعارضة والموالاة في لبنان بإرساء اتفاق الدوحة، بادر رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى فتح أبواب البرلمان وترتيب انتخاب رئيس الجمهورية التوافقي بأسرع من البرق.. الرئيس العماد ميشال سليمان بادر فوراً الى الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة العتيدة.. فكان فؤاد السنيورة الذي برغم رأي المعارضة فيه استنادا الى أدائه خلال العامين الاخيرين وبرغم عدم تسميته من نواب المعارضة.. بادرته بـ”الفل” ومن يد العماد ميشال عون.. لكن السنيورة ماذا يفعل؟
هو غير مستعجل لتشكيل الحكومة.. لأن فريق 14 آذار ضربته صاعقة التوزير، وحتى جلاء هذه العاصفة على كل اللبنانيين ان ينتظروا!
الأمر الآخر هو “الفيتو” الذي يريده الأميركي كحق مكتسب له للحفاظ على وصايته على البلد، والتي استلزم دحرها جهود عامين من المعارضة وتضحيات كثيرة وصولاً حتى الأحداث الأخيرة التي شهدتها بيروت والمناطق في أيار/ مايو الماضي.
من شروط سمير جعجع التوزيرية الى طموح “الحلفاء” الآذاريين بوزارات على مقدار رغباتهم النيابية، الى الشروط الأميركية التي بدأت تتكشف لاستعادة الوصاية، فإن “فريق الأكثرية” أمام تحدٍّ جديد لبناء لبنان المستقل عن الأميركيين والمتحرر أيضاً من رغبات وتوقعات بعض من هم داخل هذا الفريق. كما على السنيورة أن يدرك أن ترؤس حكومة الوحدة الوطنية يستلزم أن يضع نفسه ولو عاما واحدا في حساب فريق كل لبنان.
اذا لم يذهب السنيورة وفريقه سريعاً الى تشكيل حكومة الوحدة فإن اتفاق الدوحة سيكون من جديد رهينة هذا الفريق، ومن خلفه النوايا الأميركية الشيطانية.