الثلاثاء، 15 يوليو 2008

انا عائد يا رقية


..في استقبال الشهداء والاسرى العائدين الى الحرية

احرقي البخور يا رقية
وانثري فوق الشموس الوافدة ورداً نديّا
لا تبخلي يا حبيبتي بنجوى عينيك
دمعك كل القضية
***
...أتذكرين يا رقية
حين كنت تجمعين الورد من حقول الشمس
فذرّى النسيم شعرك..
كنت أنا النسيم
وفوح تلك الزهور
أنا حبات الندى تبلل رمشك
***

أتذكرين يا رقية
حين رويت من كفوفي ثغرك
وغدوت وعداً في حلمك
ورسمت الأشرعة
لوناً من ضيا شمسك
كنت أنا السنا ينور دربك
***

يا ابنتي
يا حبة القلب
هذا أنا في عيون أبي رسمي
في زغاريد أمي اسمي
انا وعدك....
...أنا عائد يا رقية
هذا نعشي فوق كفوف المجد
من تراب الحبيبة الى ثرى الحب أعود
ولن أغادر قلبك
***

...أنا عائد يا رقية
افتحي كل الدروب
وارفعي فوق الرؤوس رأسك
قد جئتك اليوم شهيداً
اليوم يكتمل نصرك

امير قانصوه
10/تموز 2008

الثلاثاء، 8 يوليو 2008

زينب


( من حكايا انتصار المقاومة الاسلامية في مواجهة العدوان الصهيوني ـ تموز 2006)


ينحني الورد

في غمرة الريح
ولا ينكسر
القمح موج
غيوم الصيف تغامر
والقمر لا ينام
وطائرات تعدو كما الريح
واشباه الرجال تقامر
***
كل الدروب
تقطعها السواتر
والقذائف تحرق البيادر
والطائرات
الطائرات
تسرق غلال الحقول
الطائرات تعود.. وتعود
ترش الموت ولا تغادر
***
وزينب
تنتظر
أن يعود ابوها
حاملاً لها كيساً فيه حلوى وفلة
وحلماً وحكاية
.. ودرعاً
لصواريخ ذكية
الطائرات الطائرات
تسبق زينب
تسرق منه الهدية
.. تذبح فلة
وتقتل حلماً
فيه عناقاً وقبلة
.. صار رقماً
وضريحاً
ولأنه كان هناك
لأنه لم يدفن البندقية
صار نصراً من كرامة
***
وزينب
كلما كان للشمس طلة
تحرق البخوروتتلو من سورة النصر آية
تحفر بالطبشور
اسما ورسمة
.. وطائرات .. طائرات
ورقماً أممياً لن يعيد أباها...
..وفلة
***
لا ينحني الورد
لا يتيه القمر
وزينب اليوم تخيط
من مغزل الشمس وشاحاً
أصفر.. ونصراً



أمير قانصوه
بيروت نيسان/ابريل 2008

الاثنين، 7 يوليو 2008

بعد تحرير الأسرى.. تحرير لبنان


كتب امير قانصوه
دفع حزب الله الدم والروح وكل الاثمان الممكنة لتحقيق النصر الجديد على العدو بتحرير الاسرى والمعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية، الى جانب عشرات الأجساد الطاهرة للشهداء من المقاومين الذين يأسرهم العدو في "مقابر الارقام".
هذا انتصار سيادي كبير سيحتفل به كل لبنان، وسيكون فرصة جديدة للتعبير عن هوية هذا الوطن المقاوم الذي وبحسب تعبير قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله، يكون أول بلد عربي حرر أرضه باستثناء مزارع شبعا، وحرر اسراه ولم يبق عند العدو عظمة واحدة من رفات شهدائه.
نعم.. هذه هي السيادة الوطنية الحقيقية، وهذا هو مصداق استراتيجية التحرير التي انتهجتها المقاومة منذ أعوام طويلة، وحققت من خلالها ما ترجوه لوطنها وشعبها وأمتها، ومنها تنبثق استراتيجية الدفاع التي تحقق في أول عناوينها قوة الردع التي تجعل العدو عاجزاً عن ارتكاب أي اعتداء ضد لبنان.. وبالتالي تحوّل أي مغامرة اسرائيلية الى هزيمة على غرار ما حصل قبل عامين في تموز/ يوليو 2006.
المقاومة بإرادة صادقة أمكنها أن تحقق ما عجزت كل الانظمة العربية عن تحقيقه، وبنفس الارادة الصادقة تنطلق اليوم الى مرحلة جديدة على المستوى الوطني كتعبير عن وعيها بأن حفظ ما أنجزته في ميدان المواجهة مع العدو انما يتأتى من الوحدة الوطنية والسلم الاهلي والتعامل بين مكونات الوطن بلا أطماع واستئثار، وببناء وطن تكون فيه السيادة، لإرادة ابنائه جميعاً دون وصاية من أحد.
وهكذا مدّ سيد الوعد الصادق مجدداً يده، ليحرر هذا البلد وأهله من كل الضغائن والاحقاد التي أنتجتها سنوات عجاف وأحلام المشروع الاميركي بالتسلل الى هذا البلد عبر أي طريق لتحقيق ما عجزت عنه اسرائيل طوال عشرات السنوات من الصراع، وخاصة ما بعد اجتياح بيروت في العام 1982.
السيادة الوطنية التي أنجزت المقاومة معظم مسؤولياتها اتجاهها، وهي تكمل بمسؤولية عالية للحفاظ عليها، لا تكتمل هذه السيادة الا حين تلتقي كل مكونات هذا البلد لتعيد بناءه مجدداً، على كل الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية، بروحية تتعالى فوق المصالح الضيقة، كما مجاهدي ومناضلي المقاومة وجنود الجيش الذين دفعوا الدم والارواح ونفذوا ما يتوجب عليهم.
بعد تحرير الاسرى.. الكثير من اللبنانيين سيكونون امام الامتحان.. امتحان تحرير لبنان.
الانتقاد/ العدد1278 ـ 4 تموز/ يوليو 2008

الأربعاء، 2 يوليو 2008

الوعد الصادق


كتب أمير قانصوه
عندما يجتاز سمير القنطار الحدود عائداً الى وطنه سيسجد على الأرض.. وسيقبل التراب وسيصرخ بملء فمه نحن انتصرنا..
سيحمل سمير بيده بعض التراب من أرض الوطن ويعفر به وجهه.. وسيأخذ نفساً عميقاً ليشتمّ من بين حبات التراب رائحة الدم الزاكي الذي ذرف فوق أرض الجنوب لأكثر من ثلاثين سنة ليتحقق التحرير ويصان الوطن ويعود الاسرى أحراراً الى وطنهم بقوة السلاح وإرادة الزنود الأبية وآلاف الشهداء الذين رسموا خطاً أحمر عريضاً بين معسكر الذل والهوان ومعسكر العزة والكرامة والكبرياء، وعميد الأسرى أبى إلا ان يكون في المعسكر الثاني.. فقضى ثلاثين سنة يقارع العدو عزيزاً من خلف قضبان السجون، ولذلك كان الوعد الصادق لتتويج عزته بالحرية.
لم يكن رهان سمير القنطار بحريته يوماً على قرار اسرائيلي ينهي سجنه الطويل، وهو يعلم أن العدو لن يفرط به دون ثمن، ولم يكن أيضاً رهانه على من يخرجه بثمن يجعله "أبو رغال" فيخرج مطأطئ الرأس، كما لم يكن رهانه على سلطة مأزومة لا ترى غير تحرير أرصدة زعمائها وزيادة أسهمهم، بينما الارض والأسرى والمقاومة وحماية الوطن خارج حساباتها.. لذلك كان رهانه ونجح على المجاهدين الصادقين الذين لا يقبلون أن يعود الى رحاب وطنه الا بطلاً مرفوع الرأس ولو كلفهم ذلك اثماناً كبيرة.
يدرك العدو تماماً أن قضية سمير القنطار هي قضية سيادة لبنان، وصون كرامته.. كما هي سيادة المقاومة في ميدان المواجهة ومقارعتها للعدو من موقع القوة التي لا تقبل الضعف أبداً.. وهي ايضاً قضية المقاومين وهيبتهم وحضورهم وثقتهم ووحدتهم، هي قضية من نوع الدفاع عن الانسان الذي هو أغلى من الارض..
سمير القنطار ورفاقه الاسرى سيكونون أحراراً بعد أيام قليلة.. وسيفتح لهم الوطن ذراعيه ليحضنهم، وسيسير موكبهم من الجنوب الى بيروت ليصنع مشهداً جديداً من مشاهد النصر التي تعودت المقاومة على صناعتها..
وهناك في تل أبيب سيشعر الكثيرون بالذل والعار والخيبة كما وعدهم أولمرت، كما سيشعر الكثيرون هنا وهناك بنفس الشعور المهين.
الاسرى الى الحرية.. والمقاومة الى انتصارات جديدة، هذا هو الوعد الصادق.
الانتقاد/ العدد1277 ـ 1 تموز/ يوليو 2008