الثلاثاء، 10 يونيو 2008

تيار أكاديمي أم ميليشيا؟

استشاط رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري غضباً لاطِّلاعه على نبأ تعرض أحد عناصر تيار المستقبل للضرب المبرّح وإصابته بشكل خطير.. فاتخذ الاجراءات التالية:
ـ قرر باسم كتلة المستقبل الاعتكاف عن المشاركة في الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة.
ـ أنزل عناصر تياره "الاكاديمي" الى قصقص وأشعلوا الاطارات قاطعين الطريق أمام المارة، معيدين بيروت الى أيام التوتر الأمني..
ـ أمر حلفاءه وتمنى على الآخرين ممن يدور في فلكه إصدار البيانات المؤيدة لقراره الشجاع في وضع العصيّ في دواليب العهد الجديد وعرقلة اتفاق الدوحة في بنوده المتبقية.
ـ التوتير الامني حيث من الممكن ترجيح الكفة لمصلحة عناصره... الى غيرها من الاجراءات التي تشمل الزيارات التفقدية والصلوات في المساجد واللقاءات الشعبية التي أشار بها مستشاروه لعلها تغسل الخسائر التي مني بها فريق الموالاة، بدءاً من الأحداث الاخيرة ومروراً باتفاق الدوحة، ووصولاً الى الخلافات التي نشبت بينهم حول تسمية الوزراء وحصص كل فريق.
واضافة الى ذلك فإن بإمكان هذه النشاطات والحركات أن تعيد لسعد الحريري بعض الزعامة التي افتقدها جراء القرار الشهير الذي اتخذه الاوصياء باستبداله بفؤاد السنيورة ليكمل مشوار الاكثرية في عامه الاخير، ما عدّ بنظر الحلفاء والخصوم خسارة أخرى للزعيم المستقبلي، وهذا ما يفسر مفاجأة السنيورة بالقرار وبأنه علم به عبر شاشات التلفزة، في حين كانت تفترض اللياقة التشاور معه مسبقاً، وهو ما قرأه البعض على أنه موجه أيضاً ضد السنيورة قبل وضع اللمسات الأخيرة على تشكيلة الحكومة العتيدة.
كل هذه الامور قد يجدها زعيم المستقبل وعناصره "الاكاديمية" كما يدّعي مبرراً لعرقلة مسار تطبيق اتفاق الدوحة واعادة البلد الى الاجواء الامنية المتوترة، ولا يتفاجأ الزعيم الاكاديمي حين يجري توقيف عنصره عماد الزغلول في المستشفى بعدما تبين أنه مطلوب بأكثر من ست مذكّرات توقيف غيابية، آخرها بسبب محاولة قتل شابين في الطريق الجديدة.. فهو يعلم ماهية عناصره بدءاً من الطريق الجديدة وغيرها من أحياء العاصمة الى الشمال والبقاع الأوسط.
قضية الزغلول والتعاطي المستقبلي معها، اضافة الى ما يجري تداوله من بيانات لمقاطعة مؤسسات تجارية واجتماعية، يكشف إن كان التيار الذي أسسه الرئيس رفيق الحريري بقي تياراً أكاديمياً للمتعلمين، أم حوّله سعد الى ميليشيا.
أمير قانصوه