الثلاثاء، 17 يونيو 2008

جهاد البناء.. التنمية صنو المقاومة



كتب أمير قانصوه

عندما انطلقت مؤسسة جهاد البناء الإنمائية في رحلتها الإعمارية على مستوى لبنان قبل عشرين عاماً، كانت تصبو الى رفع الحرمان عن المناطق التي أهملتها السلطات المتعاقبة، خصوصاً في مناطق المواجهة مع العدو الصهيوني.. لذا بدأت بإيصال مياه الشفة الى المواطنين عبر حفر الآبار أو خزانات بسيطة تضعها في الساحات، اضافة الى بناء بعض المشاريع البسيطة التي يمكنها أن تساعد الناس على الصمود في مواجهة آلة الحرب الصهيونية التي هدفت الى اقتلاع الناس من قراهم ومنازلهم. كما عملت على مكافحة الحرمان والإهمال اللذين ما زالا بارزين في الكثير من المناطق حتى اليوم.
كانت جهاد البناء اليد التي تبني الى جانب يد المقاومة التي تصارع هذا العدو. ومنذ ما قبل عدوان تموز/ يونيو 1993 أخذت جهاد البناء على عاتقها ترميم كل ما يتضرر بفعل الاعتداءات الصهيونية، وكانت الورشة الكبرى في عدوان نيسان/ أبريل عام 1996، الى الورشة الكبرى في أعقاب الحرب الصهيونية ضد لبنان صيف العام 2006 ومشروع ترميم الأبنية، كمشروع وعد وإنجازاته المهمة على صعيد إعادة إعمار الضاحية الجنوبية.
ربما يكون الإعمار هو السمة التي طبعت عمل مؤسسة جهاد البناء، لكن قبل الإعمار وإلى جانبه كان هناك مشاريع لا تقل أهمية، وتصب في الهدف الأساس، وهو دعم صمود مجتمع المقاومة.. فكانت المشاريع الزراعية التي أقيمت في البقاع والجنوب للإرشاد الزراعي والتنمية الريفية من المشاريع المهمة جداً على مستوى دعم المزارعين وتصويب جهودهم. كما تأتي الدورات التدريبية لمربي المواشي والطيور والأسماك والنحل، وأيضاً تدريب المرأة الريفية على إنتاج ما يؤمن الاكتفاء الذاتي لمجتمعها "المونة" كعامل أساس في دعم أبناء الأرياف ومساعدتهم للصمود في مناطقهم. وتلتقي هذه الجهود مع أهم البرامج التي تعمل عليها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية. لا بل إن جهاد البناء ربما قامت بتطبيق البرامج المشار اليها قبل أن تطلقها هذه المنظمات، كما أن المصداقية والإتقان في عملها لا تستطيع هذه المنظمات او من يلتزم تنفيذ برامجها، تقديمهما بالمستوى الذي تقدمه جهاد البناء.
هكذا تبدو جهاد البناء والتيار المؤسس لها والداعم والراعي، وبشهادة من كل العاملين في مجال التنمية، مؤسسة متقدمة تزرع وتبني وتؤسس لمستقبل أفضل.. بينما هي في عيون الإرهابيين الأميركيين مؤسسة محظورة!
في عيدها العشرين ما زالت جهاد البناء تبسط كفها مقرونة بسنابل الخير.. فإلى الأمام وإلى مزيد من العطاء.
الانتقاد/ العدد1273 ـ 17 حزيران/ يونيو 2008

ليست هناك تعليقات: