الاثنين، 26 مايو 2008

في ظلال النصر


"الحرب بالنسبة الى "اسرائيل" مسألة حياة أو موت"..

شمعون بيريز يقول ذلك في الايام الاولى لـ"حرب اسرائيل الثانية" ضد لبنان، يعني أن الحرب ستكون قاسية جداً، فـ"اسرائيل" لا تنظر اليها على انها معركة عادية في سياق المواجهة بينها وبين المقاومة، بل معركة وجود سيتحدد من خلالها لمن البقاء ولمن الموت، من ستنهيه الهزيمة ومن سيكتب له البقاء والحياة مع النصر، هذا أقل ما ظنه كثيرون سمعوا شمعون بيريز.أهداف الحرب التي اعلنها قادة العدو طوال أيام المواجهة لم تحِد عن ذلك، الغاء الخصم وانهاء وجوده، المجريات الميدانية للحرب من الجهة الاسرائيلية كانت بمستواها ونوعيتها وتدرجها تهدف الى تحقيق طموح "اسرائيل"، والى حماية وجودها بجولة حرب جديدة لتحيا القوة العظمى المزروعة فيها.هذا حساب الحقل، أما حساب البيدر فقد كان بيد رجال الله: لا حياة لـ"اسرائيل"، لا وجود لهذا الهيكل المتخلخل، وستمنى بالهزيمة.في المواجهات الميدانية من البحر الى البر كان العدو في كل يوم يقترب اكثر من هزيمته.. ادرك قادته ذلك فأوغلوا أكثر في رمي جنودهم الى حفرة النار، من عيتا الشعب الى مارون الراس فالخيام وسهل بعلبك... وكان هؤلاء الضباط والجنود لا يعودون ليبلغوا قادتهم الاغبياء من يقاتلون.. أما من يعود حياً من جنود أولمرت، فقد كان لا يخبر شيئاً، ضراوة المواجهة أخرسته.في الحساب البسيط المبني على الاهداف استناداً الى تصريحات اولمرت وبيرتس وحلوتس.. فقد انتهت الحرب في 14 آب 2006 الى أقسى هزيمة في تاريخ "اسرائيل".. وما حمله تقرير لجنة فينوغراد كان مجرد التصديق الرسمي على الهزيمة.. وما شهدناه وسنشهده من تداعيات في الكيان الغاصب هو تحقيق مؤكد لنبوءة بيريز بأن الهزيمة هي مسألة موت لهذا الكيان.في الايام الاولى من الحرب قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إن الإسرائيليين سيدركون أن قادتهم أغبياء وحمقى، لم تكن تلك نبوءة بل يقين بأن الله حليف المستضعفين.. يسدد خطاهم ويمن عليهم بالقوة والثبات."اسرائيل" وحلفاؤها مهزومون..تحية لكل من يحيا في ظلال النصر الإلهي الاستراتيجي.
أمير قانصوه
4 ايار/مايو 2007

ليست هناك تعليقات: