انقلاب على فيلتمان.. كان هذا هو عنوان هذه الزاوية في 1ـ 12ـ 2006.. أي في اليوم الذي انطلق فيه تحرك المعارضة الوطنية اللبنانية بهدف الشراكة السياسية في بناء الوطن ووضع حد للوصاية الأميركية التي كانت بلغت حد ادارة البلد من قبل السفير الأميركي السابق جيفري فيلتمان..
يومها خرج الكثير من أقطاب الفريق الحاكم ليصفوا تحرك المعارضة الوطنية بالانقلاب على الدولة بهدف استجلاب وصاية أخرى، ووضعوا كل قدراتهم العصبية والمذهبية، وبنوا من عنادهم جداراً أمام أكثر من نصف اللبنانيين الذين لم يخرجوا الى ساحات بيروت بهدف التغيير، بل الشراكة، مع انهم كانوا قادرين حينها على قلب الحكم وفرض رؤيتهم بإرادة شعبية حقيقية.
ويستطيع أي مراقب من خلال مراجعة متأنية لما حصل طوال أكثر من عام ونصف قبل اتفاق الدوحة أن يكتشف أن ما شهده لبنان هو أطول تحرك سلمي مدني لأهداف سياسية لم يكن له مثيل حتى في الدول التي تدعي الديمقراطية، وهذا يكشف ان المعارضة كانت تملك ارادة وصبراً لم يتوافرا للفريق الحاكم الذي جهد لتحويل الاختلاف السياسي الى صراع مذهبي، وأخرج مسلحيه في اكثر من مناسبة الى الشوارع معترضاً انصار المعارضة ومعتدياً عليهم بالسلاح..
وكانت المعارضة تقابل ذلك بالصبر الذي نفد حين تجاوز هذا الفريق الحدود القصوى، وانتقل من مرحلة الوصاية الى مرحلة تنفيذ البرنامج الاميركي، وأول بنوده إنهاء المقاومة.. وخرجت المعارضة من الاحداث الأخيرة أيضاً بتواضع برغم أرجحيتها في الشارع، وذهبت الى الحوار في الدوحة تريد الاتفاق الذي يسقط الاستئثار والارتهان الى الخارج.. وحتى عندما أنجز اتفاق الدوحة متضمنا السلة المتكاملة وكل ما كانت تطالب به المعارضة، تعاملت مع انتصارها هذا بتواضع، فلم تطلق عليه حتى صفة انتصار..
نعم هو انتصار لأنه أسقط منطق فيلتمان، وحقق الانقلاب المأمول على الوصاية الاميركية، وبالتالي لا أحد يمكن أن يدرك حقيقة هذا الانتصار، كما يدرك الاميركيون حجم الهزيمة التي ذاقوا طعمها في تموز عام 2006، وفي 25 أيار عام 2000.
نعم هزمت أميركا فانتصرنا.
أمير قانصوه
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق