السبت، 14 نوفمبر 2009
اسرائيل: حزب الله في داخلنا
إسرائيل تقرأ وثيقـة «حزب الله» عن جيشـها:
مـن أيـن يعرفـون كـل هـذا بحـق الجحيـم؟
حلمي موسى
كرس الملحق الأسبوعي لصحيفة «يديعوت أحرونوت» «شيفع ياميم» (سبعة أيام) غلافه وخمس صفحات داخلية لعرض التحقيق الذي أعده الدكتور رونين بيرغمان حول قراءته لوثيقة «حزب الله» عن الجيش الإسرائيلي على الحدود مع لبنان. وقد تم عرض التحقيق بأسره تحت عنوان «بعينيْ نصر الله»، وتقديم حول «التقرير السري لحزب الله» الذي يكشف «ما يعرفه التنظيم الإرهابي عن الجيش الإسرائيلي برمته، بما في ذلك: أساليب استخدام الطائرات من دون طيار، مسار الدوريات على السياج الحدودي وكيفية التهرب من كلاب وحدة عوكتس».
ولا تنسى الصحيفة التذكير بالخط العريض في كل صفحة أن هذا التقرير «حصري»، وأنه يعرض «انكشاف الشمال» الإسرائيلي. ويبدأ التقرير بقول القيادي السابق الرفيع المستوى في قيادة الجبهة الشمالية الذي عرضت الصحيفة عليه الوثيقة التي لديها: «فقط لقراءة فحوى الوثيقة اسودت الدنيا في عينيّ». وأشار بيرغمان إلى أنه «بدا وكأن حدقات عيونه اتسعت فعلا عندما أمعن النظر في القسم المتعلق بالوسائل الإلكترونية المتقدمة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي على طول الحدود مع لبنان، كما أذهله مستوى التفصيل والدقة لوصف حزب الله لمعدات الجيش الإسرائيلي: النظارات، كاميرات المراقبة، أجهزة الرادار الجوي، أجهزة الرادار البري، ومواد هائلة عن الطائرات من دون طيار، وهي الطائرات التي طالما ظننا أنها تعمل بصمت مطلق».
ويشرح بيرغمان أن تقرير حزب الله هذا يقع في 150 صفحة وأن «الفهرس» يقع في أربع صفحات وهو يحوي إشارة إلى كل الوسائل التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية براً وبحراً وجواً. ويقول إن الاستنتاجات من قراءة التقرير «مرعبة جدا». وإذا كنا نعرف أن نشاطات الجيش تجري بسرية فعلينا إعادة النظر في ذلك. وحسب التقرير فإن «حزب الله يحلل منظومة الدفاع والهجوم الإسرائيلية. وتثبت الفيسفاء التي أفلحوا على ما يبدو في تركيبها أن لديهم، لدى جنود نصر الله، مصادر معلومات ليست سيئة البتة.
ونقلت «يديعوت» عن الضابط الرفيع المستوى الذي قرأ التقرير أن بالوسع أن نفهم منه النجاح المذهل لحزب الله في المواجهة مع الجيش (تتمة المنشور ص 1)
الإسرائيلي، على الأقل حتى حرب لبنان الثانية، بما في ذلك الحرب نفسها. فالوثيقة كلها مبنية كدرس في التأهيل القتالي للقوات الخاصة في حزب الله، ووفق خبراء عسكريين إسرائيليين قرأوها، فإنها مكتوبة بشكل لا يقل، وأحيانا يزيد، في مستواها عن نظيراتها الإسرائيليات. ومن الصعب التصديق، ولكن حزب الله أفلح في بناء هذه الوثيقة عن طريق نسخ وثائق داخلية لقيادة الجبهة الشمالية.
وتحوي الوثيقة صورا كثيرة. معظم الصور أخذت من الجانب الإسرائيلي للسياج وهي توثق مواقع المراقبة الإسرائيلية، المرافقة والحماية للأعمال الهندسية وعمليات صيانة السياج الحدودي في الطريق العسكري، مرافقة القوافل، تبــديل الحراسات والقوات التي تمر بين حدود قطاعات السرايا وما شابه.
ويعرض التقرير في «يديعوت» اقتباسات من ستة فصول في الوثيقة الأساسية تبدأ بطرق تسيير الدوريات على الجانب الإسرائيلي من الحدود، وتمر بفصل عن كيفية رد الجيش الإسرائيلي على أي عمل تسلل. ويتعامل الفصل الثالث مع الطائرات من دون طيار ويشير إلى أن حزب الله أرسل إلى حماس في غزة كراسات إرشادية حول هذه الطائرات وسبل التمويه في مواجهتها. ويتعلق الفصل الرابع بالمختصين باقتفاء الأثر في الجيش الإسرائيلي وأنماط التدريب التي يخضع لها. ويتعامل الفصل الخامس مع الكمائن الإسرائيلية وأنواعها الراجلة والآلية وكمائن المدرعات وطرق نصبها ويعرض التقرير رسوما مفصلة لهذه الكمائن وأنواع السلاح فيها. أما الفصل السادس فيتصل بوحدة الكلاب «عوكتس» في الجيش الإسرائيلي وأنواع الكلاب البلجيكية والألمانية المستخدمة والتدريبات التي يخضع لها الكلب ومرافقه والوحدات العسكرية التي تستخدم الكلاب. ويعرض التقرير طرقا لتضليل الكلاب العسكرية ووسائل التعامل معها.
وبعد كل هذا العرض يتساءل بيرغمان: من أين يعرفون كل هذا بحق الجحيم؟ ويقول إن «قراءة تقرير حزب الله عن الجيش الإسرائيلي تثير أسئلة: من أين حصل حزب الله على المعلومات السرية الهائلة، الدقيقة والمعمقة عن الجيش الإسرائيلي، عن نشاطاته وأوامره؟ كيف يمكن لتنظيم معاد أن يحصل على مواد بالغة السرية كهذه؟».
ويجيب على ذلك في مقالة خاصة مبينا أن حزب الله يتلقى مساعدة مكثفة من أجهزة الاستخبارات الإيرانية. كما أن حزب الله أنشأ منذ التسعينيات وحدة خاصة من الفلسطينيين للتنصت على اتصالات الجيش الإسرائيلي. ولكنه سرعان ما أنشأ حزب الله وحدة لتأهيل المقاتلين أنفسهم للتنصت على الاتصالات الإسرائيلية بقصد جمع معلومات.
وكتب بيرغمان أن حزب الله أفلح على مر السنين في تفعيل منظومة متطورة من الاستخبارات الإيجابية والاستخبارات المضادة. وأشار إلى أن «معلومات ذات قيمة عالية يحصل عليها حزب الله من سوريا أيضا. ووفق استنتاجات شعبة الاستخبارات العسكرية فإن هذه المعلومات تجمع في محطات المراقبة الاستخبارية السورية، العاملة بالتعاون مع الاستخبارات الروسية».
ويوضح بيرغمان أن الجيش الإسرائيلي بعد أن لمس في حرب لبنان الثانية قدرات حزب الله على التمويه والانتشار في العديد من المواضع طرح السؤال حول ما إذا كان قسم من معلوماته السرية حصل عليها من الاسير الاسرائيلي السابق ألحنان تيننباوم. وركز الجيش في هذه النقطة على وجه الخصوص على القدرة العالية التي أظهرها حزب الله في تمويه راجمات الصواريخ. وقال إن الجيش في وقت متأخر أقر بأن تيننباوم سلم حزب الله معلومات سرية كثيرة.
وأشار بيرغمان أيضا إلى تفعيل حزب الله لعملاء له في عالمي الجريمة وعرب إسرائيل. واستذكر قضية المقدم في الجيش الإسرائيلي عمر الهيب الذي أدين وحكم بالسجن لمدة خمس عشرة سنة. وخلص أيضا إلى أن قرية الغجر تعتبر واحدة من نقاط الضعف الإسرائيلية حيث يمكن لسكان يحملون هويات إسرائيلية الانتقال بسهولة إلى الجانب اللبناني.
اسرائيل: حزب الله في داخلنا
إسرائيل تقرأ وثيقـة «حزب الله» عن جيشـها:
مـن أيـن يعرفـون كـل هـذا بحـق الجحيـم؟
حلمي موسى
كرس الملحق الأسبوعي لصحيفة «يديعوت أحرونوت» «شيفع ياميم» (سبعة أيام) غلافه وخمس صفحات داخلية لعرض التحقيق الذي أعده الدكتور رونين بيرغمان حول قراءته لوثيقة «حزب الله» عن الجيش الإسرائيلي على الحدود مع لبنان. وقد تم عرض التحقيق بأسره تحت عنوان «بعينيْ نصر الله»، وتقديم حول «التقرير السري لحزب الله» الذي يكشف «ما يعرفه التنظيم الإرهابي عن الجيش الإسرائيلي برمته، بما في ذلك: أساليب استخدام الطائرات من دون طيار، مسار الدوريات على السياج الحدودي وكيفية التهرب من كلاب وحدة عوكتس».
ولا تنسى الصحيفة التذكير بالخط العريض في كل صفحة أن هذا التقرير «حصري»، وأنه يعرض «انكشاف الشمال» الإسرائيلي. ويبدأ التقرير بقول القيادي السابق الرفيع المستوى في قيادة الجبهة الشمالية الذي عرضت الصحيفة عليه الوثيقة التي لديها: «فقط لقراءة فحوى الوثيقة اسودت الدنيا في عينيّ». وأشار بيرغمان إلى أنه «بدا وكأن حدقات عيونه اتسعت فعلا عندما أمعن النظر في القسم المتعلق بالوسائل الإلكترونية المتقدمة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي على طول الحدود مع لبنان، كما أذهله مستوى التفصيل والدقة لوصف حزب الله لمعدات الجيش الإسرائيلي: النظارات، كاميرات المراقبة، أجهزة الرادار الجوي، أجهزة الرادار البري، ومواد هائلة عن الطائرات من دون طيار، وهي الطائرات التي طالما ظننا أنها تعمل بصمت مطلق».
ويشرح بيرغمان أن تقرير حزب الله هذا يقع في 150 صفحة وأن «الفهرس» يقع في أربع صفحات وهو يحوي إشارة إلى كل الوسائل التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية براً وبحراً وجواً. ويقول إن الاستنتاجات من قراءة التقرير «مرعبة جدا». وإذا كنا نعرف أن نشاطات الجيش تجري بسرية فعلينا إعادة النظر في ذلك. وحسب التقرير فإن «حزب الله يحلل منظومة الدفاع والهجوم الإسرائيلية. وتثبت الفيسفاء التي أفلحوا على ما يبدو في تركيبها أن لديهم، لدى جنود نصر الله، مصادر معلومات ليست سيئة البتة.
ونقلت «يديعوت» عن الضابط الرفيع المستوى الذي قرأ التقرير أن بالوسع أن نفهم منه النجاح المذهل لحزب الله في المواجهة مع الجيش (تتمة المنشور ص 1)
الإسرائيلي، على الأقل حتى حرب لبنان الثانية، بما في ذلك الحرب نفسها. فالوثيقة كلها مبنية كدرس في التأهيل القتالي للقوات الخاصة في حزب الله، ووفق خبراء عسكريين إسرائيليين قرأوها، فإنها مكتوبة بشكل لا يقل، وأحيانا يزيد، في مستواها عن نظيراتها الإسرائيليات. ومن الصعب التصديق، ولكن حزب الله أفلح في بناء هذه الوثيقة عن طريق نسخ وثائق داخلية لقيادة الجبهة الشمالية.
وتحوي الوثيقة صورا كثيرة. معظم الصور أخذت من الجانب الإسرائيلي للسياج وهي توثق مواقع المراقبة الإسرائيلية، المرافقة والحماية للأعمال الهندسية وعمليات صيانة السياج الحدودي في الطريق العسكري، مرافقة القوافل، تبــديل الحراسات والقوات التي تمر بين حدود قطاعات السرايا وما شابه.
ويعرض التقرير في «يديعوت» اقتباسات من ستة فصول في الوثيقة الأساسية تبدأ بطرق تسيير الدوريات على الجانب الإسرائيلي من الحدود، وتمر بفصل عن كيفية رد الجيش الإسرائيلي على أي عمل تسلل. ويتعامل الفصل الثالث مع الطائرات من دون طيار ويشير إلى أن حزب الله أرسل إلى حماس في غزة كراسات إرشادية حول هذه الطائرات وسبل التمويه في مواجهتها. ويتعلق الفصل الرابع بالمختصين باقتفاء الأثر في الجيش الإسرائيلي وأنماط التدريب التي يخضع لها. ويتعامل الفصل الخامس مع الكمائن الإسرائيلية وأنواعها الراجلة والآلية وكمائن المدرعات وطرق نصبها ويعرض التقرير رسوما مفصلة لهذه الكمائن وأنواع السلاح فيها. أما الفصل السادس فيتصل بوحدة الكلاب «عوكتس» في الجيش الإسرائيلي وأنواع الكلاب البلجيكية والألمانية المستخدمة والتدريبات التي يخضع لها الكلب ومرافقه والوحدات العسكرية التي تستخدم الكلاب. ويعرض التقرير طرقا لتضليل الكلاب العسكرية ووسائل التعامل معها.
وبعد كل هذا العرض يتساءل بيرغمان: من أين يعرفون كل هذا بحق الجحيم؟ ويقول إن «قراءة تقرير حزب الله عن الجيش الإسرائيلي تثير أسئلة: من أين حصل حزب الله على المعلومات السرية الهائلة، الدقيقة والمعمقة عن الجيش الإسرائيلي، عن نشاطاته وأوامره؟ كيف يمكن لتنظيم معاد أن يحصل على مواد بالغة السرية كهذه؟».
ويجيب على ذلك في مقالة خاصة مبينا أن حزب الله يتلقى مساعدة مكثفة من أجهزة الاستخبارات الإيرانية. كما أن حزب الله أنشأ منذ التسعينيات وحدة خاصة من الفلسطينيين للتنصت على اتصالات الجيش الإسرائيلي. ولكنه سرعان ما أنشأ حزب الله وحدة لتأهيل المقاتلين أنفسهم للتنصت على الاتصالات الإسرائيلية بقصد جمع معلومات.
وكتب بيرغمان أن حزب الله أفلح على مر السنين في تفعيل منظومة متطورة من الاستخبارات الإيجابية والاستخبارات المضادة. وأشار إلى أن «معلومات ذات قيمة عالية يحصل عليها حزب الله من سوريا أيضا. ووفق استنتاجات شعبة الاستخبارات العسكرية فإن هذه المعلومات تجمع في محطات المراقبة الاستخبارية السورية، العاملة بالتعاون مع الاستخبارات الروسية».
ويوضح بيرغمان أن الجيش الإسرائيلي بعد أن لمس في حرب لبنان الثانية قدرات حزب الله على التمويه والانتشار في العديد من المواضع طرح السؤال حول ما إذا كان قسم من معلوماته السرية حصل عليها من الاسير الاسرائيلي السابق ألحنان تيننباوم. وركز الجيش في هذه النقطة على وجه الخصوص على القدرة العالية التي أظهرها حزب الله في تمويه راجمات الصواريخ. وقال إن الجيش في وقت متأخر أقر بأن تيننباوم سلم حزب الله معلومات سرية كثيرة.
وأشار بيرغمان أيضا إلى تفعيل حزب الله لعملاء له في عالمي الجريمة وعرب إسرائيل. واستذكر قضية المقدم في الجيش الإسرائيلي عمر الهيب الذي أدين وحكم بالسجن لمدة خمس عشرة سنة. وخلص أيضا إلى أن قرية الغجر تعتبر واحدة من نقاط الضعف الإسرائيلية حيث يمكن لسكان يحملون هويات إسرائيلية الانتقال بسهولة إلى الجانب اللبناني.
مـن أيـن يعرفـون كـل هـذا بحـق الجحيـم؟
حلمي موسى
كرس الملحق الأسبوعي لصحيفة «يديعوت أحرونوت» «شيفع ياميم» (سبعة أيام) غلافه وخمس صفحات داخلية لعرض التحقيق الذي أعده الدكتور رونين بيرغمان حول قراءته لوثيقة «حزب الله» عن الجيش الإسرائيلي على الحدود مع لبنان. وقد تم عرض التحقيق بأسره تحت عنوان «بعينيْ نصر الله»، وتقديم حول «التقرير السري لحزب الله» الذي يكشف «ما يعرفه التنظيم الإرهابي عن الجيش الإسرائيلي برمته، بما في ذلك: أساليب استخدام الطائرات من دون طيار، مسار الدوريات على السياج الحدودي وكيفية التهرب من كلاب وحدة عوكتس».
ولا تنسى الصحيفة التذكير بالخط العريض في كل صفحة أن هذا التقرير «حصري»، وأنه يعرض «انكشاف الشمال» الإسرائيلي. ويبدأ التقرير بقول القيادي السابق الرفيع المستوى في قيادة الجبهة الشمالية الذي عرضت الصحيفة عليه الوثيقة التي لديها: «فقط لقراءة فحوى الوثيقة اسودت الدنيا في عينيّ». وأشار بيرغمان إلى أنه «بدا وكأن حدقات عيونه اتسعت فعلا عندما أمعن النظر في القسم المتعلق بالوسائل الإلكترونية المتقدمة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي على طول الحدود مع لبنان، كما أذهله مستوى التفصيل والدقة لوصف حزب الله لمعدات الجيش الإسرائيلي: النظارات، كاميرات المراقبة، أجهزة الرادار الجوي، أجهزة الرادار البري، ومواد هائلة عن الطائرات من دون طيار، وهي الطائرات التي طالما ظننا أنها تعمل بصمت مطلق».
ويشرح بيرغمان أن تقرير حزب الله هذا يقع في 150 صفحة وأن «الفهرس» يقع في أربع صفحات وهو يحوي إشارة إلى كل الوسائل التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية براً وبحراً وجواً. ويقول إن الاستنتاجات من قراءة التقرير «مرعبة جدا». وإذا كنا نعرف أن نشاطات الجيش تجري بسرية فعلينا إعادة النظر في ذلك. وحسب التقرير فإن «حزب الله يحلل منظومة الدفاع والهجوم الإسرائيلية. وتثبت الفيسفاء التي أفلحوا على ما يبدو في تركيبها أن لديهم، لدى جنود نصر الله، مصادر معلومات ليست سيئة البتة.
ونقلت «يديعوت» عن الضابط الرفيع المستوى الذي قرأ التقرير أن بالوسع أن نفهم منه النجاح المذهل لحزب الله في المواجهة مع الجيش (تتمة المنشور ص 1)
الإسرائيلي، على الأقل حتى حرب لبنان الثانية، بما في ذلك الحرب نفسها. فالوثيقة كلها مبنية كدرس في التأهيل القتالي للقوات الخاصة في حزب الله، ووفق خبراء عسكريين إسرائيليين قرأوها، فإنها مكتوبة بشكل لا يقل، وأحيانا يزيد، في مستواها عن نظيراتها الإسرائيليات. ومن الصعب التصديق، ولكن حزب الله أفلح في بناء هذه الوثيقة عن طريق نسخ وثائق داخلية لقيادة الجبهة الشمالية.
وتحوي الوثيقة صورا كثيرة. معظم الصور أخذت من الجانب الإسرائيلي للسياج وهي توثق مواقع المراقبة الإسرائيلية، المرافقة والحماية للأعمال الهندسية وعمليات صيانة السياج الحدودي في الطريق العسكري، مرافقة القوافل، تبــديل الحراسات والقوات التي تمر بين حدود قطاعات السرايا وما شابه.
ويعرض التقرير في «يديعوت» اقتباسات من ستة فصول في الوثيقة الأساسية تبدأ بطرق تسيير الدوريات على الجانب الإسرائيلي من الحدود، وتمر بفصل عن كيفية رد الجيش الإسرائيلي على أي عمل تسلل. ويتعامل الفصل الثالث مع الطائرات من دون طيار ويشير إلى أن حزب الله أرسل إلى حماس في غزة كراسات إرشادية حول هذه الطائرات وسبل التمويه في مواجهتها. ويتعلق الفصل الرابع بالمختصين باقتفاء الأثر في الجيش الإسرائيلي وأنماط التدريب التي يخضع لها. ويتعامل الفصل الخامس مع الكمائن الإسرائيلية وأنواعها الراجلة والآلية وكمائن المدرعات وطرق نصبها ويعرض التقرير رسوما مفصلة لهذه الكمائن وأنواع السلاح فيها. أما الفصل السادس فيتصل بوحدة الكلاب «عوكتس» في الجيش الإسرائيلي وأنواع الكلاب البلجيكية والألمانية المستخدمة والتدريبات التي يخضع لها الكلب ومرافقه والوحدات العسكرية التي تستخدم الكلاب. ويعرض التقرير طرقا لتضليل الكلاب العسكرية ووسائل التعامل معها.
وبعد كل هذا العرض يتساءل بيرغمان: من أين يعرفون كل هذا بحق الجحيم؟ ويقول إن «قراءة تقرير حزب الله عن الجيش الإسرائيلي تثير أسئلة: من أين حصل حزب الله على المعلومات السرية الهائلة، الدقيقة والمعمقة عن الجيش الإسرائيلي، عن نشاطاته وأوامره؟ كيف يمكن لتنظيم معاد أن يحصل على مواد بالغة السرية كهذه؟».
ويجيب على ذلك في مقالة خاصة مبينا أن حزب الله يتلقى مساعدة مكثفة من أجهزة الاستخبارات الإيرانية. كما أن حزب الله أنشأ منذ التسعينيات وحدة خاصة من الفلسطينيين للتنصت على اتصالات الجيش الإسرائيلي. ولكنه سرعان ما أنشأ حزب الله وحدة لتأهيل المقاتلين أنفسهم للتنصت على الاتصالات الإسرائيلية بقصد جمع معلومات.
وكتب بيرغمان أن حزب الله أفلح على مر السنين في تفعيل منظومة متطورة من الاستخبارات الإيجابية والاستخبارات المضادة. وأشار إلى أن «معلومات ذات قيمة عالية يحصل عليها حزب الله من سوريا أيضا. ووفق استنتاجات شعبة الاستخبارات العسكرية فإن هذه المعلومات تجمع في محطات المراقبة الاستخبارية السورية، العاملة بالتعاون مع الاستخبارات الروسية».
ويوضح بيرغمان أن الجيش الإسرائيلي بعد أن لمس في حرب لبنان الثانية قدرات حزب الله على التمويه والانتشار في العديد من المواضع طرح السؤال حول ما إذا كان قسم من معلوماته السرية حصل عليها من الاسير الاسرائيلي السابق ألحنان تيننباوم. وركز الجيش في هذه النقطة على وجه الخصوص على القدرة العالية التي أظهرها حزب الله في تمويه راجمات الصواريخ. وقال إن الجيش في وقت متأخر أقر بأن تيننباوم سلم حزب الله معلومات سرية كثيرة.
وأشار بيرغمان أيضا إلى تفعيل حزب الله لعملاء له في عالمي الجريمة وعرب إسرائيل. واستذكر قضية المقدم في الجيش الإسرائيلي عمر الهيب الذي أدين وحكم بالسجن لمدة خمس عشرة سنة. وخلص أيضا إلى أن قرية الغجر تعتبر واحدة من نقاط الضعف الإسرائيلية حيث يمكن لسكان يحملون هويات إسرائيلية الانتقال بسهولة إلى الجانب اللبناني.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)